"الزول ما عنده تقبل للمرض"...نظرة على واقع اللاجئات/ين المتعايشات/ين مع فيروس نقص المناعة المكتسب في مصر
"توفر المفوضية الحماية للأشخاص المجبرين على الفرار من ديارهم وكذلك الأشخاص عديمي الجنسية. نحن نقدم المساعدة المنقذة للحياة خلال حالات الطوارئ، ونحمي حقوق الإنسان الأساسية، ونساعد في إيجاد حلول طويلة الأجل حتى يتمكنوا من العثور على مكان آمن ليستقروا فيه"
و هذا هو التعريف الدولي و الهدف الاول والاساسي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في العالم.
و المفوض السامي لحقوق الإنسان هو المسؤول الأساسي المعني بحقوق الإنسان في الأمم المتّحدة، ومفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان مسؤول أمام الأمين العام، كما أنّه مسؤول عن أنشطة المفوضية السامية لحقوق الإنسان وعن إدارتها.
لا يمكننا الإغفال عن الدور الكبير التي تلعبه المفوضية السامية لحقوق اللاجئين حول العالم و كل الخدمات التي تقدمها ومن أهمها الخدمات الصحية و التي يتمثل جزء كبير منها في مساعدة وإعانة الأشخاص المتعايشات/ين بفيروس نقص المناعة المكتسبة من اللاجئات/ين و طالبات/ي اللجوء اطفال سيدات و رجال وأشخاص من ضمن الفئات الأكثر عرضة مثل أفراد المجتمعات الكويرية و عابرات/ين الجنس و العاملات/ين بالجنس التجاري ومستخدمات/ين المواد المخدرة و الأشخاص الذين تعرضوا لاعتداءات.
يواجه المتعايشات/ين بفيروس نقص المناعة المكتسب في مصر الكثير من العقبات المختلفة و التي تبدأ ببداية اكتشافهم بحقيقة إصابتهم وفتح ملف طبي في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وما يتبع ذلك من متابعات طبية وصرف للعلاج و جلسات الدعم النفسي و تتم كل هذه الإجراءات عن طريق المفوضية و الكيانات الصديقة مثل كاريتاس و كير و مصر الملجأ وهيئة إنقاذ الطفولة و أطباء بلا حدود.
وبطبيعة الأحوال يحدث في كثير من الأحيان العديد من المشاكل بسبب الأعداد الكبيرة للمستفيدين و بسبب سوء التدريب لمقدمي الخدمات و كيفية التعامل مع اللاجئين خاصة الأفراد من المجتمعات المنغلقة كالمجتمع الكويري.
" ما في توعية كافية شديد الزول ما عنده تقبل للمرض"
بهذه الكلمات قد صرح لنا احدي اللاجئين السودانيين المتواجدين في الإسكندرية والذي أجري مقابله معنا و رفض إعطاء اسمه الحقيقي خوفا من معرفة ذويه بحقيقة اصابته بفيروس نقص المناعة المكتسب و تعايشه مع فيروس نقص المناعة المكتسب و وصمة المرض التي تهاجم اشرس من الفيروس نفسه أجساد المتعايشين من اللاجئين الذين بعد رحلة التهجير القسري بسبب الحروب والنزوح من بلدهم إلى بلد آخر مستضيف.
لقد اكتشف اصابته عند اجراءه بالتحليل في كاريتاس و تم فتح ملف طبي يسجل فيه كل البيانات الخاصة بحالته الصحية و تطوراتها وتم ايضا ارسال مرافق مصري الجنسيه للحميات حتى ينهي جميع المعاملات الورقية لمتابعة التحاليل اللازمة لمعرفة مدى تطور الفيروس و فعالية أداء نظامه المناعي.
وقعت المشكلة معه حين تم تحويله ل الدعم النفسي و بشكل اتوماتيكي بدون اخذ رأيه او موافقته المستنيرة, وكانت الدكتورة المسؤلة تحاول تشكيكه في صحة ميوله و مدى صدق مشاعره و تسببها في إصابته بالفيروس مما أجج و بنى شعورة بالسخط و تخوفه من استمراره في القدوم و المتابعة مرة اخرى لعلمه بالأفكار المسبقة و النظرات التي سوف يتلقاها بسبب وضعه الصحي.
“كل اللاجئين المترددين على جلسات الدعم النفسي يحاولون التماهي مع متطلبات الطبيب المعالج أيا كانت”
وقد صرح ايضا ان كل اللاجئين المترددين على جلسات الدعم النفسي يحاولون التماهي مع متطلبات الطبيب المعالج أيا كانت لعلمهم أن اللاجئين أصحاب الملفات النفسية يواجهون تأخيرا متعمدا في الإجراءات الخاصة بهم ل إعادة تسكينهم أو تجديد الكارت الخاص بهم و لذا ف عليهم التظاهر في معظم الأحيان وعدم اعطاء الطبيب اي اجابه قد تأخر ملفهم خوفا من التأخير والذي يرتد بالسلب على وضعهم بالكامل في مصر مما يشكل عبئا زائدا ليس فقط تحمل المضاعفات السلبية للتعايش مع فيروس نقص المناعة و محاولة التعافي النفسي من فكرة النزوح و اعادة التسكين و الاندماج بل ايضا التظاهر و الانفصال التام عن مشاعرهم تجاه كل ما يحدث من حولهم من تجاوزات وتعديات طبية و نفسية و إهمال متعمد.
وعبر عن قلة التوعية التي يتم تقديمها للمتعايشات/ين بفيروس نقص المناعة المكتسب من اللاجئين وعدم رغبتهم في البدء بالعلاج لشعورهم الشديد بالوصم من فكرة إصابتهم بالفيروس و عدم قدرتهم للحصول على الدعم النفسي و خدماته المتوفرة لأنه قد يسبب تأخير ملفهم بشكل كبير كما تم التوضيح قبلا و بدت تلك الحلقة المغلقة كالمشنقة حول حياة اللاجئين المتعايشين بفيروس نقص المناعة المكتسب من مجتمع الميم عين الي الي خسارته وموت العديد من الأفراد المتعايشين بفيروس نقص المناعة المكتسب بشكل دوري و كأننا عدنا بالزمن الي ثمانينيات القرن الماضي حيث كان الذعر و الوصم هما السمتان المرادفتان لفيروس نقص المناعة و العيش معه.
وفي أحد المرات عند متابعة لوضعه و صحته بشكل دوري تم التعامل معه بشكل غير مهني من احد الاطباء مقدمي الخدمات لأكثر من مرة لعلمها ب ميله الجنسي مما اضطره لتقديم شكوى رسمية لسوء نبرة التعامل معه لعلمها ب ميله الجنسي و عدم تقديم كامل المعلومات الكافية عن حالته الصحية, و يجدر القول بأنه لم يتم اتخاذ اي اجراء او تحقيق في الواقعة بل مجرد تربيتة على الكتف و نحن اسفون بشكل افتراضي غير مادي عن طريق ايميل الكتروني.
و عندما استطعنا التحصل على الاذن لاجراء مقابلة مع احد اللاجئين النيجيريين المتعايشين حكي عن اعطاءه بعض الأوقية الذكرية منتهية الصلاحية مع علم مقدمي الخدمات تعايشه بفيروس نقص المناعة المكتسب من كنيسة القديسين في الزمالك مما أثار حفيظته وشكه في مدى التزام العاملين هناك بالبروتوكولات الصحية وتقديم الخدمات للمتعايشين وتقاطع هذه الواقعة و ترددها داخله عن مدى الاهتمام و الحرص الغير متوفر من بعض العاملين للأشخاص المتعايشين و مخالفتها لكل المواثيق و الاكواد الصحية المنصوص عليها في وثائق الأمم المتحدة عن تقديم الخدمات الطبية بالتحديد للأفراد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسب من اللاجئين.
و قد صرح لاجئ سوداني اخر من تأخر الخدمات الصحية المتاحة للاجئين و انتظاره لمده اكثر من ستة أشهر كاملة لحصوله على الخدمة و التي كانت عمليه جراحية ضرورية وفي النهاية اضطر للاقتراض المال اللازم لإجراء الجراحة اللازمة له و التي في الطبيعي تتم عن طريق هيئة إنقاذ الطفولة و المستشفيات المتعاقدة مع الهيئة او الاحالة للمستشفيات الحكومية الموجودة مباشرة للمتعايشين بدون اي مقابل مادي.
ويجدر بنا الإشارة إلى الاتجاه العام في عدم الاهتمام ب أيا من الأمراض المنقولة جنسيا الأخرى و انصباب التركيز على فيروس نقص المناعة المكتسب دون غيره وعدم تقديم معلومات كافية و توعية عن العدوى البكتيرية و الفيروسية الأخرى مثل الكبد الوبائي و الزهري و السيلان و داء المتدثرات و الورم الحليمي مما يشكلون خطورة على أجساد اللاجئين في العموم و على اللاجئين الكويريين على وجه الخصوص بسبب كونهم الحلقه الاضعف في نظام الرعاية, و التلكؤ في تقديم الرعاية الطبية العاجلة عندما يتعلق الأمر بالصحة الجنسية للأشخاص الكويريين.
ايضا عدم الافصاح الكامل للافراد الذين تعرضو ل اعتداءات جنسيه داخل البلد المستضيفه او البلاد المنزوح منها عند اعطائهم الادوية الخاصة بمنع انتشار بفيروس نقص المناعة في حال التعرض له مع عدم الافصاح عن اهميتها واهمية المواظبة عليها لمدة شهر كامل مما يخالف كل البروتوكولات المنصوص عليها في مختلف المواثيق الصادرة عن الأمم المتحدة بخصوص تقديم الخدمات الطبية للاجئين و المتعايشين بفيروس نقص المناعة المكتسب بالأخص , ويتم تقديمها في أكياس بلاستيكية بدون اي اشاره لنوع العلاج أو دواعيه للافراد المنتهكين, مما يدفع المستفيدات/ين على رمي العلاج في القمامة لشكهم في اهميته او ماهيته على وجه السواء.